:مقولة
"الغبي هو من يكرر نفس الفعل بنفس الطريقة في كل مرة ويتوقّع نتائج مختلفة"
أي أن عبارة "استمر في القيام بما تعودت عليه وسستحصل عى نفس النتائج دائما"، هي الدافع الأمثل لجعلنا نتوقف قليلا ونفكر. هل النتائج التي نحصل عليها في كل مرة هي فعلا ما أردناه؟ نحن نتعلم أسلوبا معينا لحل مشكلة ما، وإذا ظهر لنا أن هذا الأسلوب فعَّال، نبقى معتمدين عليه. ولكن إذا لم نكن راضين عن النتائج، ألن يكون من الأفضل أن نقوم بتغيير أفعالنا للحصول على نتائج أحسن؟ الاعتماد على الخبرات السابقة في الماضي والتجارب الناجحة ليست الطريقة الصحيحة لحل أي مشكلة تصادفنا
من المرجح الجزم أن العبارة المذكورة آنفا غير صحيحة، وذلك لأن عالم اليوم يتغير بوتيرة أسرع من أي وقت مضى لدرجة يمكننا فيها القول أنه من غير الممكن الحصول على نفس النتائج حتى لو استمرينا في القيام بنفس العمل، بل وستكون النتائج غير مرضية وبدون فائدة
إذن ما العمل؟
المشكلة هنا هي أنه حتى لو عرفت أنه عليك تغيير أسلوب التعامل مع مشكلة ما، فهذا لن يكون كافيا لإيجاد البديل. وهنا، لن يسعك سوى الاعتماد على مهاراتك العقلية لإيجاد الطريقة. وطبعا لأنك بشر ككل البشر يمتلك دماغا ليفكر به، ستعتمد على المنطق.
أنواع المنطق الاستدلالي
:Deduction - الاستنتاج
مثلا: ليكن الحادث (أ)، إذن لابد من وجود سبب لهذا الحادث وليكن (ب) . إذا نفذ الوقود من سيارتك، طبعا لن تشتغل السيارة، وستلاحظ حدوث هذا في كل مرة! إذا تركت صنبور المياه مفتوحا، ستفيض المياه من حوض الاستحمام، في كل مرة، تأكد من ذلك! في هذا الحالة، إذا تعرفت على المشكلة، يمكنني أن أرى سببها وهذا كافٍ لحلها. هذا
مثلا: ليكن الحادث (أ)، إذن لابد من وجود سبب لهذا الحادث وليكن (ب) . إذا نفذ الوقود من سيارتك، طبعا لن تشتغل السيارة، وستلاحظ حدوث هذا في كل مرة! إذا تركت صنبور المياه مفتوحا، ستفيض المياه من حوض الاستحمام، في كل مرة، تأكد من ذلك! في هذا الحالة، إذا تعرفت على المشكلة، يمكنني أن أرى سببها وهذا كافٍ لحلها. هذا
النوع من المنطق يسمى: المنطق الاستنتاجي
:Induction - الاستقراء
لا بأس من الاعتماد على البرهان بالاستنتاج في عالم يكون كل شيء فيه منطقيا وخاليا من الالتباس، أين تكون كل الأسباب واضحة، ويمكننا دائما معرفة الخطوة التالية. المشكلة هي أن العالم ليس هكذا. تحدث أحيانا أمور تكون فيها أوضح الحلول غير مجدية بل وقد تجعل المشكلة أكثر تعقيدا
وأحيانا نفكر بوجود علاقة سببية ثم يتضح فيما بعد أنها غير موجودة؛ انخفاض الأسعار خلال الشهر، لابد أنه خطأ مدير المبيعات، لنطرد مدير المبيعات! لكن الأسعار تستمر في الإنخفاض، إذن لمْ تكن تلك غلطة مدير المبيعات ولكن هناك منافس جديد يسرق العملاء. يجب أخذ المزيد من الوقت لمعرفة مالذي يحدث تماماً، لابد من تحليل كل البيانات والبحث عن الأسباب ومعرفة تركيب القطع الصغيرة لتشكيل الصورة الكبيرة. يعرف هذا بالمنطق أو البرهان الاستقرائي
ستضع الفرضية التي تقول بأنك إذا ،(A) بسبب (B) أثناء إجراء البحث، إذا وقع
مجددا، يسمى هذا التعلم من التجربة، هكذا (B) مرة ثانية، ستحصل على (A) أعدت
يعمل عقلنا البشري. نقوم بتحليل معطيات من الماضي، ونحاول إيجاد الجواب عن السؤال "لماذا؟" ببناء الفرضيات الممكنة ثم تجريبها واعتماد الفرضية التي تحقق النتيجة السابقة. وإذا كانت النتيجة حادثا غير مرغوب فيه، كحادث تحطم قطار مثلا، فيجري العمل على تحديد الأسباب ووضع استراتيجيات لمنع حدوثه في المستقبل
هذا الأسلوب غاية في البساطة إذا كانت العلاقة بين المشكلة والسبب واضحة وليس هناك أي مجال للخلط بين الأسباب والعوارض وإذا بقي العالم حولك ثابتا لا يتغيرسيظل مسبب هو نفسة في كل مرة(B) الحادث
يستخدم المنطق الاستقرائي لفهم العالم أكثر، مع الوضع في الحسبان أن المعلومات التي
تكون لدينا مبينة على أحداث وقعت في الماضي. قد نستطيع استخراج بعض الأنماط التي تظهر الرابط بين الحدث والسبب لتساعدنا للوصول إلى استنتاجات مُرضية، ولكن من المحتمل جدا بل من غير الممكن أن تُكَرَّر هذه الأنماط نفسها في المستقبل
إذن ما الحل؟ إذا كنا لا نستطيع الاعتماد على المنطق الاستقرائي الذي يرتكز على تحليل التجارب السابقة؟ مالذي يتوجب فعله تحديدا لنعرف المعطيات التي علينا تغييرها للحصول على نتائج أفضل؟
هنالك الحدس؛ أي أن نعتمد على ما تمليه علينا تلك الطاقة الدفينة داخلنا، الاسم العلمي .Abduction :للمصطلح هو
أين نضع للصُدف معنًى :Abduction - الحدس
الحدس هو أن تربط بين حادثين غير مرتبطين ظاهريا بعلاقة سببية واضحة. كلنا كبشر بارعون في ذلك، هكذا تنشأ نظريات المؤامرة، نضع الرقم 2 مع الرقم 2 ويكون الناتج 5، نحن نرى الانتظام حيث لا يوجد
أحيانا يكون لهذه الصفة ميزاتها، فهي تعطينا الحس بأننا نمتلك هدفا، وتمنحنا الشعور بالأمان، بأننا نتحكم نوعا ما بما يجري حولنا، ولسنا تحت رحمة الصدف العشوائية وفوضى العالم الذي نعيش فيه. هذه الصفة تجعلنا مبدعين، ذوي خيال خصب. ولكن في في غالب الأحيان قد توصلنا لاعتقادات خاطئة واسنتاجات غير سليمة
المشكلة هي أنه كلما كانت الظروف التي تواجهنا غير أكيدة، كلما اعتمدنا على مهاراتنا الحدسية. وكلما كانت معارفنا قليلة، كلما اقتنعنا بأننا على صواب. هكذا ينشأ التعصب، أن يحاول الإنسان الذي هو على قدر ضئيل من المعرفة إيجاد تفسيرات غير سليمة لِما يواجهه ليشعر أنه مسيطر على الوضع
من غير المفاجئ أن نجد أن مجتمع العلماء لا يحبذون استعمال هذا الأسلوب في البرهان، فهم يعتمدون بشكل رئيسي على الاستنتاج والاستقراء كأساس لمنهج البحث العلمي واتخاذ القرار. يشهد التاريخ أن معظم الاكتشافات العلمية أتت بمحض الصدفة، ولكنناغير قادرين على إعادة إنتاج هذه الحوادث للحصول على اكتشافات جديدة لأنها لا ترتكز على منهجية واضحة
إذا سألت أي عالم مختص سؤالا في مجال بحثه، لن تكون الإجابة التي سيقدمها لك هي الحقيقة المطلقة طبعا، بل هي مجرد نسخة من الحقيقة التي ستعتمد بالأساس على الطريقة التي طرحت بها السؤال، شخصيتك وأفكارك عن العالم تؤثر على الطريقة التي تبحث فيها عن الحقيقة
في أسوء الأحوال، اطرح السؤال على شخص ما، وقد يعتمد جوابه على 一وأيضا
الانطباع الذي يحمله عنك في تلك اللحظة، على مزاجه وعلى الإجابة التي يظن أنك تتوقعها منه، وعدة عوامل أخرى
طبعا البحث العلمي المسير بطريقة سليمة سيقوم على التقليل من هذه التأثيرات قدر الإمكان، ولكن ليس إزالتها نهائيا فذلك مستحيل
لا بأس من الاعتماد على البرهان بالاستنتاج في عالم يكون كل شيء فيه منطقيا وخاليا من الالتباس، أين تكون كل الأسباب واضحة، ويمكننا دائما معرفة الخطوة التالية. المشكلة هي أن العالم ليس هكذا. تحدث أحيانا أمور تكون فيها أوضح الحلول غير مجدية بل وقد تجعل المشكلة أكثر تعقيدا
وأحيانا نفكر بوجود علاقة سببية ثم يتضح فيما بعد أنها غير موجودة؛ انخفاض الأسعار خلال الشهر، لابد أنه خطأ مدير المبيعات، لنطرد مدير المبيعات! لكن الأسعار تستمر في الإنخفاض، إذن لمْ تكن تلك غلطة مدير المبيعات ولكن هناك منافس جديد يسرق العملاء. يجب أخذ المزيد من الوقت لمعرفة مالذي يحدث تماماً، لابد من تحليل كل البيانات والبحث عن الأسباب ومعرفة تركيب القطع الصغيرة لتشكيل الصورة الكبيرة. يعرف هذا بالمنطق أو البرهان الاستقرائي
ستضع الفرضية التي تقول بأنك إذا ،(A) بسبب (B) أثناء إجراء البحث، إذا وقع
مجددا، يسمى هذا التعلم من التجربة، هكذا (B) مرة ثانية، ستحصل على (A) أعدت
يعمل عقلنا البشري. نقوم بتحليل معطيات من الماضي، ونحاول إيجاد الجواب عن السؤال "لماذا؟" ببناء الفرضيات الممكنة ثم تجريبها واعتماد الفرضية التي تحقق النتيجة السابقة. وإذا كانت النتيجة حادثا غير مرغوب فيه، كحادث تحطم قطار مثلا، فيجري العمل على تحديد الأسباب ووضع استراتيجيات لمنع حدوثه في المستقبل
هذا الأسلوب غاية في البساطة إذا كانت العلاقة بين المشكلة والسبب واضحة وليس هناك أي مجال للخلط بين الأسباب والعوارض وإذا بقي العالم حولك ثابتا لا يتغيرسيظل مسبب هو نفسة في كل مرة(B) الحادث
يستخدم المنطق الاستقرائي لفهم العالم أكثر، مع الوضع في الحسبان أن المعلومات التي
تكون لدينا مبينة على أحداث وقعت في الماضي. قد نستطيع استخراج بعض الأنماط التي تظهر الرابط بين الحدث والسبب لتساعدنا للوصول إلى استنتاجات مُرضية، ولكن من المحتمل جدا بل من غير الممكن أن تُكَرَّر هذه الأنماط نفسها في المستقبل
إذن ما الحل؟ إذا كنا لا نستطيع الاعتماد على المنطق الاستقرائي الذي يرتكز على تحليل التجارب السابقة؟ مالذي يتوجب فعله تحديدا لنعرف المعطيات التي علينا تغييرها للحصول على نتائج أفضل؟
هنالك الحدس؛ أي أن نعتمد على ما تمليه علينا تلك الطاقة الدفينة داخلنا، الاسم العلمي .Abduction :للمصطلح هو
أين نضع للصُدف معنًى :Abduction - الحدس
الحدس هو أن تربط بين حادثين غير مرتبطين ظاهريا بعلاقة سببية واضحة. كلنا كبشر بارعون في ذلك، هكذا تنشأ نظريات المؤامرة، نضع الرقم 2 مع الرقم 2 ويكون الناتج 5، نحن نرى الانتظام حيث لا يوجد
أحيانا يكون لهذه الصفة ميزاتها، فهي تعطينا الحس بأننا نمتلك هدفا، وتمنحنا الشعور بالأمان، بأننا نتحكم نوعا ما بما يجري حولنا، ولسنا تحت رحمة الصدف العشوائية وفوضى العالم الذي نعيش فيه. هذه الصفة تجعلنا مبدعين، ذوي خيال خصب. ولكن في في غالب الأحيان قد توصلنا لاعتقادات خاطئة واسنتاجات غير سليمة
المشكلة هي أنه كلما كانت الظروف التي تواجهنا غير أكيدة، كلما اعتمدنا على مهاراتنا الحدسية. وكلما كانت معارفنا قليلة، كلما اقتنعنا بأننا على صواب. هكذا ينشأ التعصب، أن يحاول الإنسان الذي هو على قدر ضئيل من المعرفة إيجاد تفسيرات غير سليمة لِما يواجهه ليشعر أنه مسيطر على الوضع
من غير المفاجئ أن نجد أن مجتمع العلماء لا يحبذون استعمال هذا الأسلوب في البرهان، فهم يعتمدون بشكل رئيسي على الاستنتاج والاستقراء كأساس لمنهج البحث العلمي واتخاذ القرار. يشهد التاريخ أن معظم الاكتشافات العلمية أتت بمحض الصدفة، ولكنناغير قادرين على إعادة إنتاج هذه الحوادث للحصول على اكتشافات جديدة لأنها لا ترتكز على منهجية واضحة
إذا سألت أي عالم مختص سؤالا في مجال بحثه، لن تكون الإجابة التي سيقدمها لك هي الحقيقة المطلقة طبعا، بل هي مجرد نسخة من الحقيقة التي ستعتمد بالأساس على الطريقة التي طرحت بها السؤال، شخصيتك وأفكارك عن العالم تؤثر على الطريقة التي تبحث فيها عن الحقيقة
في أسوء الأحوال، اطرح السؤال على شخص ما، وقد يعتمد جوابه على 一وأيضا
الانطباع الذي يحمله عنك في تلك اللحظة، على مزاجه وعلى الإجابة التي يظن أنك تتوقعها منه، وعدة عوامل أخرى
طبعا البحث العلمي المسير بطريقة سليمة سيقوم على التقليل من هذه التأثيرات قدر الإمكان، ولكن ليس إزالتها نهائيا فذلك مستحيل
الاستنتاج، الاستقراء والحدس - كيف نحصل على نفس النتائج بتغيير الفعل في كل مرة؟