3/04/2017

ماهي البرمجة الحرة؟

في مجتمع يتنامى فيه الاعتماد على أجهزة الحاسب، تصبح نوعية البرامج التي نشغلها على هذه الأجهزة مهمة جدا للحفاظ على حقوق المجتمع كمستخدم في إمكانه التحكم في هذه البرامج كيفما شاء. يتعلق مبدأ البرمجيات الحرة بقدرتنا على التحكم بالتكنولوجيا التي نستعملها في منازلنا، مدارسنا وجميع أعمالنا اليومية، أين تخدم أجهزتنا أهدافنا الفردية والجماعية وليس أهداف شركات البرامج الاحتكارية أو الحكومات التي قد تسعى لمراقبة وتقليص هذه الحريات.

لهذا السبب بدأ ريتشارد ستالمان صاحب مشروع GNU حركة البرمجيات الحرة عام 1983، ثم أسس مؤسسة البرمجيات الحرة عام 1985 التي تعمل على تعزيز هذا المبدأ من خلال تشجيع تطوير واستعمال البرامج والأنظمة الحرة (GNU/Linux)، ورفع الإدراك بخطورة البرامج الاحتكارية على حرياتنا كمستخدمين.


ما هي البرمجة الحرة:
البرمجة الحرة تعني أن تحترم البرامج حرية المستخدم. باختصار تعني أن للمستخدم الحق في استخدام، نسخ، توزيع، دراسة، تعديل وتحسين البرنامج. ويفهم من هذا التعريف أن البرمجة الحرة يقصد بها حرية الأفراد ولا علاقة للمال بالموضوع.
في النسخة الإنجليزية لتعريف البرمجة الحرة: Free Software ، تمتلك كلمة Free معنيين، فهي تعني حر، وتعني أيضا مجاني، وهذا الالتباس سبب معضلة لريتشارد ستالمان عندما أراد إيصال فكرة البرمجة الحرة للعالم، لذلك أضاف عبارة:
"Free as in Free Speech, not as in free beer."
أي "حرة كما في التعبير الحر، وليس كما في بيرة مجانية"، ولكن ليس لهذا معنى في الفصحى، فالمعنى واضح.
حتى أن مؤسسة البرمجيات الحرة تستعين أحيانا بمرادفات فرنسية أو إسبانية لكلمة "حر" أو "حرية":
"libre software" لتوضح أن البرنامج ليس مجانيا.


أسس ريتشارد ستالمان مؤسسة البرمجيات الحرة Free Software Foundation (FSF)  وهي منظمة غير ربحية، هدفها حماية حريات مستخدمي برامج الحاسب. جاء ذلك عندما بدأ في مشروع GNU / غنو كنظام حر بديل عن نظام يونيكس/Unix الاحتكاري آنذاك.
GNU هو اختصار لـ Gnu's Not Unix.
Gnu هو أيضا اسم حيوان النو في الإنجليزية.
17824705-md.jpggerwinski-gnu-head.png
(ربما لهذا أخذت الهوية البصرية للمشروع GNU شكل حيوان النو).


تسعى مؤسسة البرمجيات الحرة لدعم مبدأ البرمجة الحرة لأنها ترى أنه من حق أي مستخدم (سواء فردا كان أو جماعة) أن يتحكم فيما يفعله البرنامج الذي يستخدمه لا العكس. عندما لا يمكن التحكم بالبرنامج فإنه يكون برنامجا "غير حر" nonfree أو "احتكاري"، فالمبرمج يتحكم بالبرامج الاحتكارية وهذه الأخيرة تتحكم بالمستخدم النهائي ما يجعلها أداة لبسط سلطة غير عادلة.


الحريات الأساسية الأربع للبرمجة الحرة:
يصنف البرنامج (P) على أنه برنامج حر إذا حاز مستخدمه على الحريات الأساسية الأربع التالية:
1-حرية تشغيل البرنامج كما يشاء واستعماله لأي غرض. (الحرية 0)
2-حرية دراسة كيفية عمل البرنامج، وتعديله ليناسب متطلبات كل شخص. (الحرية 1) وبالطبع يكون في هذه الحالة الوصول إلى الشفرة المصدرية للبرنامج شرطا ضروريا.
3-حرية إعادة نشر وتوزيع نسخ من البرنامج لمساعدة زملائك. (الحرية 2)
4-حرية نشر وتوزيع نسخ معدلة من برنامجك على الآخرين. (الحرية 3) بهذا يمكنك إفادة مجتمع كامل من خلال التعديلات التي تكون قد أجريتها على البرنامج، في هذه الحالة أيضا، يكون الوصول إلى الشفرة المصدرية للبرنامج شرطا أساسيا.


أولا: حرية تشغيل البرنامج
تعني حرية تشغيل البرنامج أنه في إمكان أي شخص فردا كان أو مؤسسة، استخدام البرنامج على أي نظام، ولأي غرض كان دون أن يكون مجبرا على التواصل مع مطور البرنامج أو أي جهة كانت. في هذه النقطة، ما يريده المستخدم هو المهم، وليس ما تريده الجهة المطورة. عندما تستخدم برنامج ما، أنت تستخدمه لتخدم أغراضك الخاصة، إذا أعطيت البرنامج لشخص آخر، فسيستخدمه لأغراضه الخاصة هو الآخر وليس لك الحق في أن تفرض ما تريده أنت عليه.


ثانيا: حرية الدخول إلى الشفرة المصدرية والتعديل على البرنامج
لكي تتحقق الحرية 1 والحرية 3 (حرية التعديل على البرنامج وحرية نشر النسخ المعدلة)، يجب أن تكون إمكانية الوصول إلى الشفرة المصدرية للبرنامج أمرا واردا. كما أنه يجب أن تكون الشفرة المصدرية مقروءة، فالشفرات المصدرية المشفرة غير المقروءة (Obfuscated) لا تحتسب.
الحرية 1 تعني أيضا حرية استبدال شفرة البرنامج المصدرية بنسختك المعدلة. فالبرامج التي لا تقبل نسختك المعدلة وتسمح لغيرك بوضع نسخهم لا تعتبر برامج حرة.


ثالثا: حرية نشر البرنامج ومشاركة التعديلات
حرية المشاركة (الحرية رقم 2 و3) تعني أنك تملك حرية إعادة نشر نسخ من البرنامج، سواء كانت معدلة أو لا، سواء بشحن مجاني أو لقاء مبلغ مالي إلى أي شخص في أي مكان من العالم. دون أن تكون مجبرا على طلب الإذن أو دفع مبلغ مالي مقابل ذلك كما أنك غير مجبر على الإعلان عن التعديلات التي أجريتها في حال قررت مشاركة البرنامج.
الحرية 3 تقضي بأنك توافق على نشر النسخ المعدلة من برنامجك تحت رخصة حرة، طبعا في إمكانك نشر نسخ معدلة من البرنامج تحت رخص أخرى ولكن طالما  كانت النسخ المعدلة المنشورة تحت رخص لا تتوافق مع الحريات الأربع للبرمجة الحرة فهي لا تعتبر برامج حرة.
نشر نسخ من البرنامج يتضمن نشر شكله النهائي (النسخة القابلة للتنفيذ للبرنامج) وشفرته المصدرية المعدلة أو الأصلية.


لماذا البرامج الحرة؟
أن تستخدم برامج حرة معناه أنك اخترت أن يكون لك الحق في التعلم ومشاركة ما تعلمته مع الآخرين. في وقتنا الراهن غالبية المستخدمين يعتمدون على برامج تحرمهم هذه الحريات والميزات؛ فلو أردت أن تعمل نسخة من أحد هذه البرامج، أن تبحث طريقة عملها أو أن تنصب نسخة ثانية من نفس البرنامج على جهاز آخر، حتما ستغرم، أو في أسوأ الأحوال سينتهي بك المطاف في السجن لأنك تكون بذلك خرقت اتفاقية ترخيص هذه البرامج.
الشركات المنتجة لهذه البرامج الاحتكارية تتجسس على كل ما تقوم به وتمنعك من متعة المشاركة مع الآخرين. أجهزتنا تتحكم في بياناتنا الشخصية ونشاطاتنا اليومية، تشكل البرامج الاحتكارية تهديدا للمجتمع الحر.
أين البرامج مفتوحة المصدر من هذا؟
بعض المؤسسات تستعمل مصطلح: "البرمجيات مفتوحة المصدر" للتعبير عن نفس المعنى الذي تحمله "البرمجيات الحرة" أو بشكل تقريبي وهذا خطأ.
فقد شبه ريتشارد ستالمان في أحد محاضراته العمل على البرامج مفتوحة المصدر بـ:
"تلقيح صناعي بنطاف مسروقة".
"Artificial insemination using stolen sperm."
لا تدعم مؤسسة البرمجيات الحرة البرامج المفتوحة المصدر، وترى أن تعبير"مفتوح" لا يمت بأي صلة للبرمجة الحرة.




:بعض الروابط المهمة
:GNU/Linux موقع مشروع <
:GNU/Linux تعريف البرمجة الحرة من موقع <
(بالعربية)
(بالإنجليزية)
:تعريف البرمجة الحرة من موقع البرمجيات الحرة <
:حول مؤسسة البرمجيات الحرة


أغنية البرمجيات الحرة:






0 comments:

Post a Comment